على مدى الشهرين اللي فاتوا اتكلمنا بالتفصيل عن وضع الطرق والمواصلات في مصر وإزاي ممكن نحل مشكلة الزحمة، اللي أحد أهم أسبابها هو انتشار السيارات الخاصة في الشوارع وعدم ترك مساحات مُنصفة لمستخدمين الشوارع الآخرين، زي المشاة وركاب الدراجات والمواصلات العامة.

بنجمع كل اللي نشرناه من مقالات وأوراق بحثية ومنتجات سمعية وبصرية عن النقل والمواصلات في مصر:

المواصلات واحدة من أربع بنود هم الأكثر إرهاقًا على كاهل الأسر المصرية وبيمثلوا حوالي 3 أرباع إنفاقهم السنوي، وهم الأكل والسكن والرعاية الصحية والمواصلات. في المتوسط، الأسر المصرية بتصرف 6.1% من دخلها السنوي على #المواصلات، وفي المجمل، المصريين بيصرفوا حوالي 70.5 مليار جنيه سنويًا في المواصلات العامة، ومع ذلك نسبة المواصلات للسكان لا تزال منخفضة والفجوة كبيرة ما بين الطلب على المواصلات العامة والمعروض منها.

تابعونا على مدى الأسابيع الجاية للمزيد حول وضع المواصلات والطرق في #مصر.

يعتمد معظم سكان القاهرة على وسائل النقل الآلي، يعني السيارات الخاصة والموتوسيكلات إلى جانب النقل العام، بنسبة تصل إلى أكتر من 80%. و63% من الرحلات دي بتتم في #المواصلات العامة. في مقابل دة، نسب الاعتماد على السفر النشط (زي المشي وركوب الدراجات) قليلة جدًا، لأن تصميم الشوارع ماأخدهمش في الاعتبار من الأساس، وبالتالي مفيش أرصفة ولا عبور مشاة ولا حارات للدراجات حتى في الطرق اللي بيتم إنشائها حديثًا، اللي بتدي الأولوية للنقل الآلي وبالذات السيارات الخاصة.

#مصر فيها 45 مركبة نقل عام بس لكل ألف مواطن، بينما في دول زي تونس وتركيا فيه 125 مركبة لكل ألف مواطن و155 مركبة لكل ألف على الترتيب. بسبب العدد القليل للمواصلات العامة بالمقارنة بعدد السكان وانتشار السيارات الخاصة وعدم تصميم الشوارع بشكل يسمح بتحرك المواصلات بسلاسة ودون التأثير على حركة المرور، #القاهرة واحدة من أكثر مدن العالم ازدحامًا.

السيارات الخاصة هي أكتر وسائل النقل هيمنة على الشوارع المصرية. في سنة 2018، من بين 11.5 مليون مركبة مرخصة، كان فيه 5.2 مليون سيارة خاصة (45.5% من المركبات المرخصة في مصر)، وبتيجي الموتوسيكلات في المرتبة التانية بنسبة 32%، ويليها سيارات النقل ثم المقطورات.

العدد الكبير للسيارات مش بس بيسبب تكدس مروري، لكنه كمان عامل رئيسي في تلوث الهواء (مصر من أكثر الدول في العالم من حيث تلوث الهواء) وبيأثر على الصحة العامة، بالإضافة لكونه مش بالضرورة أكتر طرق التنقل كفاءة.

في اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، القينا الضوء على حالة سلامة الطرق في #مصر، تزامنًا مع الأسبوع العالمي للسلامة على الطرق، بالتعاون مع مؤسسة ندى من أجل طرق مصرية آمنة The NADA Foundation For Safer Egyptian Roads مؤسسة ندي لطرق مصرية آمنة الشباب في سن 15-29 سنة هم أكبر نسبة من ضحايا #حوادث الطرق في مصر، يليهم الفئة العمرية من 30 إلى 44، وفقًا لتقرير سلامة الطرق الصادر عن منظمة الصحة العالمية.

ولو هنقيس حسب نوع مستخدمي الطرق، فركاب وسائقي السيارات الخاصة هم أعلى نسبة بين ضحايا الحوادث (45%)، وهم أيضًا أصحاب أعلى نسبة من بين مستخدمي الطرق (45.6%). ويمثل المشاة تاني أعلى نسبة بين ضحايا حوادث الطرق في مصر (27%)، ودة وفقًا لوزارة الصحة.

إلى جانب الخسائر البشرية المهولة لحوادث #الطرق، فهي لها كمان تكلفة مادية واقتصادية عالية جدا. في سنة 2016 حوادث الطرق لوحدها كلفت مصر 10.7 مليار دولار (ما يوازي 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي)، يعني تحسين وضع الطرق ورفع إجراءات السلامة مش بس هيحافظ على الأرواح، كمان هيوفر على الدولة مبلغ كبير.

على سبيل المثال، وجد تقرير للبنك الدولي عن حالة الطرق في تايلاند والفلبين، إن تخفيض عدد ضحايا #حوادث الطرق للنصف ممكن يضيف من 7 لـ22% للناتج المحلي الإجمالي على مدى 24 سنة.

بالرغم من الصعوبات والمخاطر اللي بيقابلها الناس في الشوارع كل يوم، فيه تضارب كبير في البيانات المنشورة من مصادر مختلفة حول وفيات وإصابات #حوادث الطرق في مصر، ودة بيرجع للنقص في المعلومات، وكمان لعدم اعتماد التقارير المنشورة على مصادر المعلومات نفسها ولعدم الانتظام في نشر هذه التقارير من الأساس. بالتالي يصبح وضع حالة الطرق في أرقام دقيقة أمر صعب، بالإضافة إلى إن نقص المعلومات يزيد من صعوبة حل المشكلة.

الشوارع في مصر غير مناسبة لحركة المشاة، بل بتمثل خطورة عليهم، بسبب انعدام مسارات المشاة أو أماكن لعبور الشارع وقلة الأرصفة. حسب بيانات البنك الدولي 97% من الشوارع في مصر مافيهاش إشارات مرور، وبالتالي عبورها بلا نظام بيشكل خطر على المشاة، بالإضافة إلى إن 77% من الشوارع تفتقر للبنية التحتية المخصصة لهم، زي المسارات المضاءة أو المُظللة وكباري وأنفاق المشاة. غير كدة 78% من الأرصفة القليلة أصلا تغلقها التعديات بأشكالها المختلفة، وبالتالي يضطر المشاة للنزول عن الرصيف والمشي في طريق السيارات مما يعرضهم للخطر ويؤثر على سلاسة حركة المرور.

الشوارع في مصر مش بس بتمثل خطر على المشاة وركاب الدراجات لكنها كمان بتمثل خطر على البيئة. السيارات لوحدها بتسبب 30% من إجمالي انبعاثات PM2.5 الملوثة للهواء والضارة جدًا بالصحة وبتسبب أمراض القلب والجهاز التنفسي. واللي بيزيد الوضع سوءًا في مصر تردي جودة الوقود المستخدم في كثير من المركبات، وانتشار السيارات القديمة ذات الإنتاج الأعلى من الانبعاثات، وعدم استخدام تقنيات الحد من التلوث.

الزحمة كمان بتساهم في زيادة التلوث لأن الانبعاثات الخارجة من السيارات المتوقفة أعلى من الانبعاثات من السيارات اللي ماشية بسرعة منتظمة.

في تقرير عن حالة الطرق في مصر، البنك الدولي قال إن من أهم أسباب #الزحمة سوء جودة الطرق اللي بتأثر على سلاسة حركة المرور، وعدم وجود أماكن مناسبة لانتظار السيارات وبالتالي يتم اقتطاع مساحات من الشوارع لتوقف السيارات، وعدم وجود محطات مسجلة لوسائل النقل العام أو حارات مخصصة لها ولأنها بتقف باستمرار في أماكن عشوائية بتعرقل حركة المرور خلفها، بالإضافة إلى تصميم الشوارع اللي بيعتمد على الملفات بدلًا من تقاطع الشوارع.

في سنة 2014 أطلقت الحكومة المصرية "المشروع القومي للطرق" بهدف تحسين البنية التحتية الحالية بإضافة 7,000 كيلومتر جديدة لشبكة الطرق (سواء شوارع جديدة أو توسيع الشوارع القائمة) بتكلفة 950 مليار جنيه. تم حتى الآن تنفيذ حوالي 4,500 منها بتكلفة 218.5 مليار جنيه.

المشروع دة قايم على الفلسفة التقليدية اللي بتشوف إن الحل هو توسيع الشوارع وان الشوارع استخدامها الأساسي هو العربيات الخاصة. الحل دة ممكن يقلل الزحام على المدى القصير، لكنه على المدى الأبعد هيزوّد عدد العربيات في الشارع وبالتالي المزيد من الزحام والتلوث واستبعاد المشاة والمواصلات العامة.

في العام المالي 2015-2016 خصصت الحكومة 30% من ميزانية النقل لإنشاء الطرق السريعة الإقليمية، و24% للشوارع والكباري المحلية و28% للسكك الحديد، يعني تم تخصيص 82% من ميزانية النقل لإنشاء طرق وشوارع جديدة، وبكدة تبقى للمواصلات العامة 18% فقط. ومن الـ18% اللي تم تخصيصها للنقل العام، تم إنفاق 90% على القاهرة الكبرى و10% فقط على باقي الجمهورية، ودة رغم اعتماد الأغلبية من السكان على المواصلات العامة، ودة بيطرح أسئلة كتير عن مدى كفاءة الإدارة المالية لميزانية النقل في مصر.

من أهم مشاكل تخطيط الطرق والنقل في مصر هو اتخاذ القرارات بشكل مركزي دون إشراك السكان المحليين أو الالتفات لاحتياجاتهم. في #مصر_الجديدة على سبيل المثال، أدت أعمال توسيع الطرق وإنشاء كباري وشوارع جديدة لقطع أكثر من 96 فدان من المساحات الخضراء، ما يعادل أكثر من 50 ملعب كرة قدم، بالإضافة لتغيير جذري في شكل الشوارع وتحولها لطرق كبيرة وسريعة مافيهاش عبور مشاة أو أنفاق أو حد أقصى لسرعة السيارات.

فيه عدد من التجارب الدولية الناجحة لتطوير الطرق والنقل بدون إنشاء شوارع جديدة. مثلًا، في مدينة بيون الهندية، تم تخصيص نصف ميزانية النقل منذ عام 2007 لإعادة تصميم الشوارع وإعادة توزيع مساحاتها بشكل منصف بين العربيات الخاصة والمشاة مع تخصيص حارات للدراجات والمواصلات العامة، بناء على فلسفة في تصميم الطرق تتمحور حول البشر وليس السيارات. وتم كمان اتخاذ تدابير لخفض سرعة السيارات والحد من الحوادث.

في سنة 2018 احتلت بيون المركز الأول في الهند من حيث جودة الحياة وسهولة المعيشة.

في مقال "عدم الإنصاف في السلامة على الطرق المصرية: وضع مستخدمي الطرق غير المحميين" يرصد د. أحمد شلباية، مؤسس مؤسسة ندى لطرق مصرية آمنة، وضع مستخدمي الطرق "غير المحميين" وكيف يمكن تحقيق المزيد من الإنصاف وشمول الجميع في شوارع مصرية آمنة: https://aps.aucegypt.edu/.../road-safety-inequity-the...

ويناقش علي المغازي ماذا فعلت الطرق الجديدة بالمدينة؟ وكيف أثرت الكباري ومشروعات توسيع الشوارع على حياتنا اليومية؟ هل تم إشراك سكان مصر الجديدة، مثلا، في قرارات التطوير؟ ومن استفاد منها؟ ومن دفع الثمن؟ وكيف تأثر سكان المطرية التي لم تحظَ مشروعات الطرق فيها بتغطية إعلامية مشابهة؟ في مقاله "طرق جديدة وربط سيئ: كيف تؤثر مشروعات الطرق الجديدة على الحق في المدينة": https://aps.aucegypt.edu/.../new-roads-bad-connections...

وفي لقائنا المسجل معه سألنا د. أحمد أسامة، المدرس بكلية الهندسة في جامعة عين شمس واستشاري هندسة النقل، عن العلاقة بين توسيع الشوارع وحوادث المرور وكيف يمكن إعادة تصميم الشوارع المصرية لتشمل المشاة وركاب الدراجات؟: https://aps.aucegypt.edu/.../video-commentary-egyptian...

أما عن سياسات النقل في ضوء كوفيد-19، تسأل سارة صبري، المهندسة المعمارية المتخصصة في تخطيط النقل، في مقالها هل التوجه نحو النقل الجماعي لا يزال الخيار الصحيح؟ وتقدم مقترحات للمضي قدمًا في استراتيجية النقل المستدام مع أخذ متطلبات #كورونا في الاعتبار: https://aps.aucegypt.edu/.../reshaping-mobility-for...

وأخيرًا تتحدث مي الإبراشي، المهندسة المعمارية ومؤسسة ورئيسة جمعية "مجاورة" للبيئة"، عن "أحياؤنا كتراث: عن المشي والأشجار والكباري": https://aps.aucegypt.edu/.../sense-of-neighborhood-as...

ورقتنا البحثية بعنوان "تصور جديد لشوارعنا" بتناقش كيف يمكن حل أزمة الطرق والزحام في مصر عن طريق التحول من الشوارع المتمحورة حول السيارات إلى شوارع فيها مساحات منصفة للمشاة وركاب الدراجات والمواصلات العامة.

وتقدم الورقة تجارب دولية حققت تقدم كبير من خلال إعادة تصميم الشوارع بدلًا من إنشاء شوارع جديدة.

كتب الورقة محمد حجازي وعلي النادي من مؤسسة مواصلة للقاهرة Transport for Cairo بالتعاون مع الفريق البحثي في حلول للسياسات البديلة: https://aps.aucegypt.edu/.../policy-paper-reimagining-our...

ويمكنكم الاطلاع هنا على ملخص للورقة: https://aps.aucegypt.edu/.../policy-brief-reimagining-our...

وهنا ورقة الخلفية المصاحبة لها للمزيد حول الوضع الحالي للطرق في مصر، وتأثيره على المستخدمين المختلفين من مشاة وركاب دراجات ومواصلات عامة، في ظل هيمنة العربيات الخاصة على الشوارع: https://aps.aucegypt.edu/.../background-paper-re...

وفي الورقة البحثية بعنوان "التنمية العمرانية والإسكان في مصر: ما بين الحق في السكن والتفاوت الاجتماعي"، يحلل الباحث والخبير في الاقتصاد السياسي نديم عبد الجواد تأثير السياسات العمرانية في مصر على قدرة المواطنين على الحصول على سكن ملائم، ويلقي الضوء على سياسات الإسكان الاجتماعي في مصر ويناقش نقاط الضعف في مخططات الاستثمار: https://aps.aucegypt.edu/.../background-paper-urban...

الحلقة السابعة من #بودكاست حلول (الشارع لمين؟) تلقي نظرة على وضع الطرق في مصر، وتأثير الشكل الحالي للطرق على المستخدمين المختلفين ونستمع فيها لتجربة سكان مصر الجديدة بعد التغييرات الأخيرة على الشوارع وبناء كباري وأنفاق جديدة ونناقش مع خبراء ومتخصصين في النقل كيف يمكن حل مشكلة الطرق والزحام في مصر بشكل عملي ومناسب لمستوى دخل مصر: https://aps.aucegypt.edu/.../seventh-episode-for-whom-is...

ويوضح الفيديو القصير (تصور جديد لشوارعنا) بمزيد من التفصيل كيف يمكن أن نعيد توزيع مساحة الشوارع الموجودة بالفعل بين المشاة وركاب الدراجات والمواصلات العامة والعربيات بشكل منصف للجميع وبيضمن سلاسة حركة المرور: https://www.facebook.com/AlternativePolicySolutions/videos/1372837953084839/

Read Also