أعد هذه الورقة محمد حجازي، رائد الأعمال المتخصص في المعلومات التطبيقية العمرانية، والشريك المؤسس لشركة مواصلة للقاهرة، تحت إشراف وحدة البحث بمشروع حلول للسياسات البديلة. وتضمن إعداد الورقة جلسات استشارية موسعة شملت اجتماعات ثنائية وورش عمل مع مجموعة من الخبراء والمسؤولين.

لتحميل ورقة السياسات، برجاء الضغط على رابط "تحميل" أعلى الصفحة

الملخص التنفيذي

تقترح ورقة السياسة هذه حلولًا لتعزيز النقل الحضري في المجتمعات الصحراوية الجديدة (New Desert Communities - NDCs)، من أجل تحسين الظروف المعيشية لقانطيها، واجتذاب مزيد من السكان إلى البيوت الشاغرة فيها. فباستخدام بيانات جديدة لمسارات النقل العام تطور الورقة نموذجًا للمواصلات الحضرية يتمركز حول المواطن، ويقيس إمكانية التنقل (mobility) و التحركية (accessibility) داخل المجتمعات الصحراوية الجديدة، وبين تلك المجتمعات والمناطق الأخرى حول القاهرة الكبرى (Greater Cairo Region - GCR). تتجلى أهمية المنهجية المستخدمة في هذا البحث في تضمين الخدمات غير الرسمية (المعروفة باسم النقل شبه الرسمي)، والتي يتم- في الغالب- إغفالها أو إهمالها في الدراسات رغم أنها توفر أغلب وسائل النقل عبر القاهرة الكبرى. تحسب الورقة أيضًا «فارق زمن الرحلة» (Journey Gap)، أي الفارق الزمني بين استخدام سيارة خاصة أو وسائل النقل العام، باعتبارها مؤشرًا رئيسيًا لتحليل النتائج.

تختار الدراسة مدينة الشيخ زايد مثالًا لتحليل التحركات داخل المجتمعات الصحراوية الجديدة، وذلك لصغر حجمها نسبيًا مقارنةً بمثيلاتها، ولأن شبكة مواصلاتها الداخلية أحادية المركز وتبدأ كلها من «هايبر وان» ماركت. من ناحية أخرى، تقدم الورقة نظرة عامة سريعة على خطط النقل لبعض المدن الأكثر نجاحًا في العالم في حل مشكلات قطاع المواصلات غير الرسمي، والتي تواجه مشكلات متعلقة بالمواصلات مماثلة لمحافظة القاهرة. المدن التي نستكشفها هي لندن ولوس أنجلوس وباريس. ومع المضي قدمًا، تقدم الورقة نظامًا مفاهيميًا عالميًا راسخًا لإدارة التنقل الحضري وتصميم السياسات وفقًا للسياق الإفريقي والشرق الأوسطي. يتكون نظام «التمكين - التجنُّب - التحوُّل - التحسين» (Enable - Avoid - Shift - Improve EASI) من أربعة ركائز، كل ركيزة ترافقها دراسة حالة من مدينة في دولة نامية (نيجيريا وجنوب إفريقيا والسنغال وكولومبيا).

تهدف التوصيات المقترحة إلى تقليل الوقت الذي يستغرقه التنقل، سواء بوسائل النقل العام أو بالمشي. وتقترح رؤية طويلة المدى لتحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات والفرص للجميع، من خلال تطوير النقل العام وكذلك تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة. وتستهدف الورقة تنشيط المجتمعات الصحراوية الجديدة من خلال تحسين إمكانية التحركية (accessibility) و تجنب مستقبل مزدحم وغير صديق للبيئة. وتقدم الورقة مجموعة من الاقتراحات لتحسين التنقل داخل مدينة الشيخ زايد بناءً على نظام «التمكين - التجنُّب - التحوُّل - التحسين».

لتحقيق تغيير مستدام في مجال التنقل الحضري، هناك بعض السياسات التمكينية يمكن اقتراحها على المستوى الوطني للتحول عن استخدام السيارات الخاصة واستبدالها بوسائط نقل مشتركة (model share) عن طريق مزيج من وسائل النقل العام ووسائل نقل أخرى غير آلية (دون محركات). تمتد التوصيات على المستويين الإقليمي والمحلي. وتركز على تقليل فارق زمن الرحلة وتحسين الخدمة، ومن ثَمَّ (أ): تقليل اعتماد الناس على السيارات الخاصة ودفعهم نحو المواصلات العامة، و(ب): تعزيز إمكانية التحركية لسكان المجتمعات الصحراوية الجديدة، والإسهام في نقل السكان وتطوير المدن الصحراوية الجدية لتكون مجتمعات فعالة.

وفي حين أن المقترحات الحالية موجهة إلى مدينة الشيخ زايد بالتحديد، إلا إنها قابلة للتعميم بشكل ما، أو للتعديل كي تناسب المدن الصحراوية السبعة الأخرى داخل القاهرة الكبرى بالإضافة إلي العاصمة الإدارية الجديدة. ورغم وجود قواسم مشتركة، فإنه لا ينبغي فهم المقترحات على أنها توصيات لعلاج التنقل الحضري داخل مدينة القاهرة. تحتِّم الطبيعة المعقدة وأهمية السياق الجغرافي وجود تحليل منفصل ومجموعة من التوصيات المختلفة لحل الكثافة الداخلية للقاهرة، والتي يجب التركيز عليها بشكل منفصل.

Read Also